تاريــخ اليــــهود -2-

4 ) فتــــــــرة ما بعد خـراب أورشليم الأول:

أ‌) خلت فلسطين من اليهود بعد سقوط أورشليم ، و عاش اليهود في الأسر خمسين سنة في بابل ،
تعلموا فيها الكثير من الشعائر و الآداب البابلية.
ب‌) أعيد اليهود إلى فلسطين على يد ( قورش) الذي تولى ملك فارس و غدت ( يهوذا ملاية)
من ولايات الفرس حتى سنة 332 قبل الميلاد ، حيث انتقلت إلى حكم الملك( الإسكندر المقدوني)
بعد أن هزم الفرس و احتل سوريا و فلسطين.
ج) بعد وفاة الملك ( الإسكندر المقدوني) سنة 536 قبل الميلاد ، اقتسم المملكة حاكمان، فحكم
(سلقوس) سوريا و أسس فيها دولة السلوقيين، و حكم ( بطليموس) مصر و أسس فيها دولة البطالسة.
ثم أدى مكر اليهود بالملك ( بطليموس) إلى معاقبتهم بغزو ( أورشليم) و هدمها , دك أسوارها و معابدها ، و إرسال الأسرى إلى مصر للعمل كعبيد سنة 320 قبل الميلاد.
د) و في سنة 168 قبل الميلاد انتقلت ( يهوذا ملاية) إلى حكم السلوقيين حينما احتل ملكهم
( أنطوخيوس) أراضيهم و مدنهم.
و لما دب الخلاف بين السلوقيين و البطالسة، تجمع اليهود و استقلوا بحكم ( أورشليم) بقيادة
( المكابيين) الذين لم يدم حكمهم طويلا لخلافات كثيرة دبت بينهم ، فاغتنم الجيش الروماني فرصة ضعفهم و احتلهم سنة 63 فبل الميلاد بقيادة ( بومبي).
وقد أخبرنا المولى تبارك وتعالى عن هاته الأحداث في قوله [وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب و إنه لغفور رحيم و قطعناهم في الأرض أمما ......]. سورة الأعراف/ الآية 167 .
في عهد حكم الرومان على فلسطين بعث الله عيسى عليه السلام فدعاهم لإصلاح فسادهم ، فآمن بعض اليهود و هم من يسميهم القرآن الكريم بالنصارى ، و أما باقي اليهود فقد جاهروه بالعداء ولم يكفوا عن خداعهم و مكرهم و اشتغالهم بجمع المال و التمرد ضد من يقف حجر عثرة أمام مصالحهم وأخبرنا القرآن الكريم بذلك ]فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة].سورة الصف / الآية 14 .
فالقسم الأول هم النصارى الذين اتبعوا الديانة المسيحية رغم تحريف الإنجيل والقسم الثاني هم اليهود اتبعوا الديانة اليهودية وحرفوا التوراة.
5 ) فلسطين و الإمبراطوريات العظمى المجاورة:

إن موقع فلسطين في مركز الطرق التي تربط الثلاث قارات ( آسيا – أفريقيا – أوروبا
من جهة البحر الأبيض المتوسط) جعل منها منطقة للاجتماع الديني و الثقافي لشعوب عديدة. و كانت أيضا ساحة للحروب بين القوى العظمى في العالم آنذاك و على مر الأزمان و خاضعة لهيمنة إمبراطوريات: الفارسية – الرومانية – اليونانية ... إلخ ......
و عندما واصلت الإمبراطوريات القريبة من فلسطين توسعها , لم يستطع اليهود المقسمون
من الإبقاء على كيانهم ,و حين بدأ الحكم الفارسي على فلسطين سمح الملك ( سيروس) لليهود
بالمحافظة على هويتهم و دينهم, و تركهم يعودون إلى يهودا المقدسة عندهم و جددوا جدرانها
و معابدها , و صنفوا التوراة التي أصبحت رمز الحياة الاجتماعية و الدينية.
ثم احتل الإسكندر المقدوني المنطقة عسكريا في 333 قبل الميلاد , و إبان حكمه حاول فرض الثقافة و الديانة الهيلانية (اليونانية) على السكان و دمج اليهود و العرب في المجتمع اليوناني الجديد.
إلا أن حروب الإسكندر مع الرومان حالت دون تحقيقه هذا الحلم , و بعد وفاته احتل الرومان فلسطين,
و خلال حكم الملك ( هيرود) ولد سيدنا عيسى عليه السلام .
و بعدما بعث الله عز و جل نبيه عيسى عليه السلام برسالة المسيحية السمحاء ,لاقى معارضة شديدة من بني إسرائيل و حكام الرومان آنذاك و آذوه أذى شديدا عليه السلام , و نجاه الله من محاولة اغتيال خبيثة دبرها له أعداء الله و أعداؤه, فرفعه الله إليه كما قال المولى تبارك و تعالى في كتابه العزيز:
( و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم). سورة النساء/ الآية 157 .

لاقت فلسطين اهتماما كبيرا و خاصا في عهد الإمبراطور الروماني ( قسطنطين) الذي شرع
المسيحية كديانة رسمية للإمبراطورية علنا , و أعلنها ديانة للدولة في 313 ميلادي, و أصبحت القدس قبلة الحجاج المسيحيين, و كان لها عصرا ذهبيا من الازدهار.و دام سلطة دولة الروم على فلسطين ,
و اليهود يعيشون مع المسيحيين و العرب في فلسطين على غاية ظهور رسالة الإسلام في شبه الجزيرة العربية بمكة المكرمة.
6 )فلسطين في عهد الإسلام و الخلافة الإسلامية:

في عام 638 ميلادي الموافق لـ: 16 هجري , بدأ الحكم الإسلامي على فلسطين , و منذ بعثة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه و سلم , و فلسطين مقدسة لدى كل المسلمين لعدة أمور من أهمها:
1 – أن الله سبحانه و تعالى أمر سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بأن تكون القدس القبلة الأولى له
و للمسلمين.
2 – أنه صلى الله عليه و سلم لما أسرى به المولى تبارك و تعالى التقى فيها بجميع إخوانه من الأنبياء و الرسل عليهم أفضل الصلاة و أزكى السلام .
3 – أنه بعد معجزة الإسراء , أعرج به الله عز وجل إلى السماوات العلى.

و بهذا أصبحت القدس المدينة الأقدس الثالثة للمسلمين, بعد مكة المكرمة و المدينة المنورة.
ففي ليلة الإسراء و المعراج جمع الله الأنبياء و الرسل (عليهم و على نبينا الصلاة و السلام) في المسجد الأقصى , و التفوا حول رسول الله صلى الله عليه و سلم يسلمون و يتصافحون , ثم قدموه صلى الله عليه و سلم فصلى بهم إماما قبل أن ينطلق مع جبريل عليه السلام إلى سدرة المنتهى.
لقد سلم الأنبياء قيادة الدعوة الإسلامية إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و هي آخر الرسالات يأتي بها آخر الأنبياء , و بعده صلى الله عليه و سلم تسلمت الأمة الإسلامية قيادة العالمين لإقامة شرع الله في الأرض و إخراج البشرية من الظلمات إلى النور.

..................للحديـــــث بقيــة

جزاك الله كل خير
أبدعت كعادتك
كل الشكر

شكرا عى الموضوع الذي أكثر من رائع

جزاك الله كل خير
في انتظار جديدك دائما
تقبلي مروري

تقبلي تحياااااتي و دمتي بود .