عن الفضل بن عباس قال جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجتُ إليهِ فوجدته مَوْعُوكاً قد عَصَب رأسهُ فقال:" خُذ بيدي يا فضلُ"
فأخذتُ بيده حتى جلس على المنبر ثم قال :"نادِ في الناس" فاجتمعوا إليه فقال:
"أما بعد أيها الناس فإني أحمدُ إليكم الله الذي لا إله إلاّ هو وإنه قد دنا مني خُفُوقٌ*من بين أظهُركم فمن كنتُ قد جَلدْتُ له ظهراً فهذا ظهري فليَستَقِدْ*منه ومن أخذتُ له مالاً فهذا مالي فليأخذ منهُ ولا يخشى الشّحناءَ مِنْ قِبَلي فأنها ليست من شأني ألا وإنّ أحبّكم إليّ مَنْ أخذ منِّي حقّاً إن كان له أو حلّلني فلقيت ربي وأنا طيِّبُ النفس وقد أرى أن هذا غير مُغْنٍ عني حتى أَقُومَ فيكم مراراً" ثم نزل فصلّى الظهر ثم رجع فجلس على المنبر فعاد لمقالتهِ الأولى فادعى عليه رجل بثلاثة دراهم فأعطاه عِوضَها ثم قال:" أيها الناس من كان عنده شيء فليُؤَدِّهِ ولا يقل فُضُوحُ الدنيا ألا وإن فضوح الدنيا أهْوَنُ من فضوح الآخرة "ثم صلّى على أصحاب أُحُد واستغفر لهم ثم قال:" إنّ عبداً خيّره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عنده" فبكى أبو بكر وقال: فديناك بأنفسنا وآبائنا