تاريخ اليهود-3-

موضوع: تاريخ اليهود-3- السبت 09 أبريل 2011, 7:03 pm

7 – الفتوحات الإسلامية و فتح بيت المقدس:

الفتوحات الإسلامية هي كل تلك الحروب التي خاضها المسلمون لنشر الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم ضد الروم و الفرس في السنوات ما بين( 10 – 113 هجري ) الموافق لــ Sad

632 -732 ) ميلادي في العهدين الراشدي و الأموي. و كان من نتائج هاته الفتوحات:
- سقوط إمبراطورية الفرس.
- فقدان الروم لسيطرتهم على الشام و مصر و شمال إفريقيا.
- نشر الإسلام و اللغة و العلوم العربية.
- تحرير الإنسان من الرق و عبودية الجاهلية.
فبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم في المدينة المنورة , بويع أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالخلافة , فبدأ بمحاربة قبائل العرب في ( حروب الردة) , و بعدها شرع المسلمون في نشر الإسلام في بلاد الروم البيزنطيين و الفرس الساسانيين , ففتحوا الشام و مصر و العراق و فارس.
و ازدهرت الحضارة الإسلامية في كل البلدان و الدول التي دانت بديانة الإسلام , و دانت طواعية تحت ظل الخلافة الراشدة و حكم الدولتين الأموية و العباسية.
ظلت الخلافة الراشدة ثلاثين عاما ( 10 – 40 هجري ) الموافق لـ Sad

632 -661) ميلادي و كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من أمر بإقامة العمران و تشييد المدن الإسلامية , فبنى المسلمون ( الكوفة) و( الفسطاط), كما أمر بتحديد مبلغ من بيت مال المسلمين كمنحة شهرية للأيتام و الفقراء و المساكين و أرامل الشهداء, و شدد على التعليم و كثف الرقابة على التجارة و الصناعات و كل التبادلات التجارية .

ففي عهده رضي الله عنه بلغت الدولة الإسلامية أوج قوتها و ازدهارها, فأمر رضي الله عنه بفتح بيت المقدس.

سارع المسلمون بمحاصرة بيت المقدس و التضييق على من فيها من النصارى و اليهود حتى أجابوا إلى الصلح بشرط أن يقدم عليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لما سمعوا عن عدله و سيرته العطرة رضي الله عنه.

فأرسل القائد أبو عبيدة إلى عمر بن الخطاب كتابا يخبره بذلك. و استشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصحابة فأشاروا عليه بالمسير , فسار رضي الله عنه إلى ( دمشق) بالشام سنة 16 هجري الموافق لـ: 638 ميلادي, و كان بانتظاره أبو عبيدة, و خالد بن الوليد و يزيد بن أبي سفيان . و من ( دمشق) سار رضي الله عنه على بيت المقدس , و لما علموا بقدومه و رأوا تواضعه و زهده رغم مكانته بين المسلمين دهشوا فصالحوه و صالحهم و اشترط عليهم إخراج الروم من المدينة , ثم سلموه مفاتيح المدينة و دخلها مسبحا – مكبرا و مهللا- حامدا المولى تبارك و تعالى على فتحه المبين الذي فتحه عليهم, ثم دخل المسجد من حيث دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة الإسراء , و صلى فيه مع المسلمين, و أعطى الأمان على أهلها, و زار كنيسة القيامة ليطمئن المسيحيون أنه لا يريد بهم سوءا رضي الله عنه, و لم يجبر المقيمين بها من النصارى أو اليهود على اعتناق الإسلام كرها, و عاش العرب
( مسلموهم و مسيحيوهم) مع النصارى و اليهود تحت حكم الدولة الإسلامية العادلة ,القوية
و المزدهرة.

تعرضت بلاد الشام لمحنة عظيمة في نهاية القرن الخامس الهجري, حيث عاث الصليبيون في الأرض فسادا بعدما احتلوا الشام من جهة الساحل الغربي , مستغلين ضعف الحكام المسلمين و تآمر بعضهم مع الفرنجة لقضاء مآرب شخصية, و جندت الكنائس في كآفة أنحاء أوروبا الجيوش و أمرت بالتعبئة الشاملة تحت راية الحرب الصليبية المقدسة, و دخلوا فلسطين سنة 492 هجري- 1098ميلادي.

مكث الصليبيون في بيت المقدس قرابة واحد و تسعين عاما , حتى كان الناس يتهمون من يقول برجوعه إلى المسلمين بالجنون لطول بقاء الصليبيين فيه.

و حينما علم الناس بنية السلطان صلاح الدين الأيوبي في فتح بيت المقدس , و خبروا حنكته و دهاءه في الحروب ضد الفرنجة , و توحيده للشام و مصر بعد طول شقاق و فتن زرعها الأعداء لتفريق و إضعاف المسلمين عن قصد, لما علموا بنواياه الحسنة للاسترداد فلسطين و بيت المقدس , جاؤوا لينضموا إلى جيشه , فجهز جيشا عظيما و حاصر مدينة القدس و كان فيها أكثر من ستين ألفا من المقاتلين الصليبيين و فرسان المعبد و قد حصنوها تحصينا بليغا.

و بعد معركة طويلة و حامية استطاع القائد الذكي الصبور أن يحدث ثغرة في صور المدينة الحصين.
و لما عرفوا أنهم لا محالة مهزومون أمام عزم و تصميم صلاح الدين و المسلمين على استرداد القدس بأي ثمن , فاوضوه طالبين منه الصلح و الأمان.
فقبل صلاح الدين بالصلح و أعطاهم الأمان , و خيرهم بين البقاء تحت ظل الحكم الإسلامي أو الخروج من المدينة في أمان.

و في السابع و العشرين من رجب سنة 583 هجرية – 1187 ميلادي, و كان يوم جمعة نصر الله عبده صلاح الدين الأيوبي و أعز جنده المجاهدين في سبيله , و دخل المسلمون بيت المقدس و دامت في ظل الخلافة الإسلامية ثمانية قرون.
8 -حياة اليهــــــــود في فلسطين بعد سنة 583 هـ /1187م:

تسعى إسرائيل جاهدة ومنذ قديم الزمان إلى جمع شتات اليهود في فلسطين ، و هذا تماشيا مع مزاعمها الدينية و التاريخية و السياسية ، فاليهود يدعون أنها أرض الميعاد ، كما تدرك إسرائيل في نفس الوقت أن المسألة الديموغرافية هي سبيلهم الوحيد لتأسيس كيانهم على أرض فلسطين ، فإذا ظلت نسبة الزيادة السكانية في عرب و مسلمي فلسطين على ما هي عليه ، فسيأتي يوم يصبح فيه العرب أكثر من اليهود ، لذلك فإن إسرائيل تبذل قصارى جهدها في أن تجعل فلسطين أما لكل يهودي حيثما كان و أينما وجد.
و بعد ما فتح المسلمون فلسطين في سنة 583 هـ / 1187م على يد السلطان و القائد صلاح الدين الأيوبي، قام اليهود بإجراء دراسة قام بها ( بنيامين التطيلي) ، و بدأ دراسته للمجتمع اليهودي زائرا
المشرق العربي الإسلامي، و كان يهدف من وراء هاته الدراسة استطلاع أخبار اليهود و أحوالهم ،
و إحصاء عددهم و وظائفهم و مدى استعدادهم المادي و النفسي لإنشاء وطن قومي على أرض فلسطين.
و لقد تطرق في دراسته إلى ذكر المدن التي يتواجد بها اليهود ، فأشار إلى (عكا) و فيها نحو مائتي يهودي ، وفي( قيسارية) نحو المائتين أيضا ، و في مدينة ( اللد) يهودي واحد ، وقد لاحظ أن مدينة (نابلس) فيها نحو الألف من اليهود السامريين , و ( سبسطية) ليس فيها يهودي واحد ، أما (القدس) فقد كان يقيم فيها نحو المائتين يهودي ، و يقيم في مدينة( بيت لحم) أحد عشر يهوديا ، و لا يوجد يهود في
( الخليل)، و(بيت جبرين)، و (بيسان)، و( الرملة) ، و(يافا).
و أجرى الدارس عملية جمع هاته الأعداد ، فوجد أن اليهود يبلغون نحو الألف و خمسمائة يهودي.
و مما يلفت النظر فيما تقدم أن بعض المدن الفلسطينية كانت تخلو من اليهود نهائيا ، و أن البعض الآخر كان يشتمل على أفراد لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ، و حتى المدن التي أقامت فيها جماعات يهودية ، فقد كان يهودها قلة بالمقارنة إلى عدد السكان آنذاك.

و بما أن مسألة الأرقام هي مسألة نسبية ، فقد عمد الدارس اليهودي إلى مقارنة عدد يهود فلسطين بأعدادهم في بلاد أخرى ، فهو يشير إلى أن يهود ( سوريا) و ( لبنان) قد بلغوا نحو اثني عشر ألفا، و في
( دمشق) وحدها ثلاثة آلاف يهودي ، و كان في ( العراق) أكثر من مئة و ثمان و ثلاثين ألفا ، و قد بلغوا في ( بغداد) وحدها أربعين ألف يهودي، و كان يقيم في بلاد الفرس نحو مائة و ثلاثة و تسعين ألف يهودي ، و في مدينة ( الإسكندرية) كان يقيم ثلاثة آلاف يهودي.
و الجدير بالذكر أن في فلسطين و في ظل الخلافة الإسلامية ، كانت معاملة المسلمين لليهود حسنة جدا ، و كان اليهود يعيشون في أمان و عز و رفاهة ، و لم يطلب منهم مقابل هاته المعاملة شيء سوى دفع الجزية كما حددها الدين الإسلامي دينارا واحدا لمن بلغ منهم الخامسة عشرة من عمره مع إعفاء ضريبي لصغار السن و العجزة و الفقراء و الأرامل منهم.
و كان اليهود يتمتعون بكامل حريتهم على قلتهم ، فيمارسون طقوسهم الدينية و يحتفلون بأعيادهم على اختلاف طوائفهم.

كما كان اليهود يتمتعون بحريتهم المهنية ، و إن كانوا قد احتكروا بعض الصناعات و المهن و ارتبطت بهم كالصياغة و الصباغة و التجارة و الحياكة و صناعة الزجاج،،، إلخ،،،
و قد كشف الباحث اليهودي في دراسته عن إمكانية تعايش اليهود و العرب في ظل الحكم العربي الإسلامي ، كما نبه إلى ضرورة اندماج اليهود في كآفة دواوين الخلافة لكسب خبرات التسيير و التجسس على الخلفاء و الحكام و الأمراء ، و وضع خطط لبث العداوة و الشقاق بين المسلمين و العرب.

..................يتبـــــــــــــــــــــــــــع

درس التاريخ المشوق
جزاك الله خير
في انتظار البقية

شكرا على الافادة اختاه

khalil011131 كتب:: درس التاريخ المشوق
جزاك الله خير
في انتظار البقية

شكرا لك وجزيت كل خير
ان شاء الله

فـــــــــ راسم ـــــــير كتب:: شكرا على الافادة اختاه

العفو شكرا لمرورك الطيب

العفو

» [حصري للمنارة الجزائري]تاريخ اليهود
» اليهود قادمون لحمزة كريو
» التميمي: المتطرفون اليهود يحشدون بالقرب من القدس تمهيدا لاقتحام الأقصى