دعـــــــــــوة في منتدى

يقول أحد الأساتذة في محاولاته لمحاورة شاب ما يلي :
---------------------------------------------------------------------------------
وكانت في منتدى النفس والحياة بيني وبين أحد المنتسبين للمنتدى بعد أن سرد قصّة حبّ له لم يستطع التخلّص منها...
فارتبطت كل خيالاته بصاحبة القصّة...
فأردت أن أغير خيالاته بإدخال قصّة أخرى تجعله ينتقل من التفكّر في مستوى معشوقته فقط إلى مستوى الله...
بعدها قرر أن يبدأ رحلته للتغيير...
لكم القصّة...

أخي الكريم زايد. كلامك ذكرني بما مررت فيه وأحمد الله أني خرجت منه. أتمنى أن لا أعقدها أكثر ولاكن لقد أشعلت في بدني نار القصص، فاقرأ هاته:
كنت أستمتع بما يؤلمني وأتذكر ما أود أن أنساه وأعيش كل لحظة جميلة مرات ومرات. أشتم ذاك العبير في كل صورة من صور ذهني. أسمع الصورة تكلمني وأكلمها ويزداد الحب. أفقت في يوم من الأيام وإذا بي أصبح على الصورة كالعادة ولاكن بعد ذلك فكرت ملياً:
هل تفعل ما أفعل؟
هل تحس بما أحس؟
هل تتعايش مثلما أتعايش؟
كانت الإجابة ببساطة مرور السكين على عنق الذبيحة: لا... لا... لا...
ففكرت في نفسي:
هل أنا مرتاح بما أفعله؟
هل من حولي مرتاحون لما أفعل؟
هل ربي راض على ما أفعل؟
وكانت الكلمة التي قصمت لسان العلماء: لا... لا... لا...
وإذا بي أسأل نفسي إن كنت غير مرتاح فما البديل؟
النسيان؟ ... للأسف مستحيل لأنه يجب قتل خلايا الدماغ لكي ننسى.
العيش مع من رماني في أحلامي؟ ... للأسف لا. لمجرد أنه أكمل حياته من دوني وأنا لا أزال متعلقاً بذكراه.
تجديد الحياة؟ ... نعم ... :0 هذا ما كنت أحلم أن أعيشه حتى من قبل...
تذكرت حب الله الذي كان يغمر قلبي لما كنت أغوص في دموعي ساجداً له
تذكرت حب النبي الذي كان يملأ قلبي وأنا منغمس في تطبيق سنته
تذكرت حب الوالدين الذي كنت أحيا به لما أنغمس في معا**تهما والتغزل بصفاتهما...
يأتي الزفير الطويل الذي يعلن عن شوق لماض جميل، ماض ينبض بالحياة، ماض كنت فيه البطل
ثم يأتي زفير آخر يذكرني بكرهي لحاضر قبيح، حاضر مبني على الأمنيات، حاضر أنا فيه الضحية...
بكيت ... وبكيت وعدت لمن لا يعود الناس لغيره. دعوته ، ابتهلت له، بكيت لرحمته...
وإذا بصوت يأتي من بعيد يقول: جدد حياتك... فكر فيما تعشق من العبادات... فكر فيما تعشق من المباحات... أحسست وكأن الصوت يناديني... وكأن خطاً رسم أمامي مكتوب عليه إن مررت فقد بدأت وإن بقيت فقد انتهيت هذه آخر فرصة... أسرعت وبه إنسان جميل المحيا، وضاء الوجه كلامه كالعسل من حلاوة عطر القرآن، أفكاره كالدواء من قوة تأثيرها بالعقول والأبدان. خلاصة قوله بكل بساطة : جدد حياتك من خلال تغطيتك للحرام المحبوب بالمباح المعشوق وذلك يكون بتجربتك لكل ما مررت به وما لم تمر به من أشياء مباحة (في كل مجال كالمجال الروحي والفكري والعائلي) وبالتالي ستحدد تعريف المتعة الخاص بك. وبعد تحديد متعك من العبادات والأماكن والأشخاص وفي كل المجالات الأخرى... حاول أن تجدد في الطاعة الواحدة بممارستها بطرق متعددة ومع أشخاص تحبهم وفي قوالب تعشقها فلا تملها. وأن تزور المكان الذي تحبه وتترك كل ما لا يدخل في تعاريف المتعة عندك وراء ظهرك.
إذاً نوع متعك ونوع في طرق ممارستها وإذا بحياتك تتغير.
آخي زايد أحبك في الله
----------------------------------------------------------------------------------------------------