كـــائن رقيق أدخلــني الجــنة

اعترافات رجل:

كـــائن رقيق أدخلــني الجــنة
.
.
.
.
.
.
.
.
تولد المرأة فتصرخ صرختها الأولى في سماء الأرض و تسيل أول دمعة من دموعها فتدخل السعادة إلى بيت أسرتها و في قلبي والديها. فلو أحسنا تربيتها كانت لهم بابا من أبواب الجنة و درية صالحة تدعو لهما بعد الممات.ثم تكبر لتصير شابة مشرقة تصنع المجتمع, تدرس و تعمل و تتعب شأنها شأن الرجل.ثم تصبح زوجة تكمل النصف الآخر لزوجها و تكون سكنا له و قرة عين, فتضفي لمستها الساحرة على حياته تغيرا غريبا لم يشهده قبلا, توجهه و تعينه و تساعده.تتعب ليرتاح و تتألم ليسعد فتكون له بابا من أبواب الجنة بحبها فتجعله من الستة الدين يضلهم الله يوم لا ظل إلا ظله.
ثم تصبح أما حنونا مسؤولة تراعي أولادها تبكي ليفرحوا و تسهر ليناموا و تكون لهم بابا من أبواب الجنة جعله الله تحت أقدامها تكريما منه عز وجل لهادا الكائن الرقيق الذي لا يبخل على من حوله بحبه و رحمته..
إلى هدا الكائن الرقيق أكتب اليوم..
إلى من أسعدت من حولها مند لحظة ولادتها..
أعطاك الغرب يوم عيد فظلموك فما وفوك حق قدرك..
كيف نمنحك عيدا و أنت من يمنحنا الأعياد بمجرد ابتسامة منك..
تخفين آلامك لتستمر الحياة.....تتألمين و تبكين لتمنحي السعادة لمن حولك..
تبكين حينما تولدين فتمنحين السعادة لأسرتك و باب رزق جديد..
تبكين حينما تلدين فتمنحين الحياة لمولودك..
تبكين حينما تشاركيننا همومنا فتمنحين الإحساس بالعطف و الثقة بالنفس..
أكتب اليوم اليك أيتها المرأة بدون مناسبات و لا أعياد..
أكتب اليك لأنك المرأة .. الشمعة التي تحترق لتضيء الحياة لمن حولها..
لأنك كنت سببا في وجودي فكنت أما عطوفة..
شاركتني طفولتي فكنت أختا حنونة..
شاركتني حياتي فكنت زوجة وفية...
شاركتني فرحتي فكنت ابنة بارة....
أكتب إليك اليوم بإحساسين متناقضين بين ضعف و قوة لأهديك أغلى ما أملك..
لو أهديتك حياتي لظلمتك لأن حياتي لا قيمة لها بدونك..
أهديك دمعتي و لا أستحي لأن بكاء المعترف قوة لا ضعف و لأنك الأقدر على فهم الدموع..
ولكن أستحي لأن لساني لم و لن يوفيك حقك..ولأن حتى دموعي لا تكفي لشكرك..
سأهديك وردة أسميتها وردة المرأة عطرها ريح من مسك الجنة يملأ الكون طيبا,أوراقها أرق من أن يصفها شاعر من هدا الزمان تتلألأ فوقها قطرات من الندى تنبع بالحياة..لو غرست بصحراء جعلتها روضة من رياض الجنة..
أنا الرجل الذي أنجبته..
أنا الرجل الذي ربيته...
أنا الرجل الذي شاركته حياته ..
أنا الرجل الذي منحته دفء الأسرة..
أعترف لك اليوم فأقول:
أنا معك أصنع المجتمع....ولكنك أنت فقط من يصنعني.